الجمعة، 23 ديسمبر 2016

أستاذ من العصر السوفياتي. محمد الحجيري.


أستاذ من العصر السوفياتي.

كان أستاذاً شهيراً لمادة الرياضيات، يسارياً مناضلاً، عرفته في فترة دراستي الثانوية، تعرّض للاعتقال بعد دخول القوات السورية إلى لبنان، ثم خرج من الاعتقال صلباً ملتزماً يكنّ له الجميع كل الاحترام.
 قرأت له على صفحته منذ أيام منشوراً يتحدث فيه عن "تحرير" حلب و"إسقاط المشروع الأميركي الغربي الصهيوني الخليجي التركي الذي يحوي كل الرجعية العربية."
فوجئت بعد قراءة بعض منشوراته كم تغيّرنا وكم بقي هو في مكانه كأنه ما زال في العصر السوفياتي والصراع بين الإمبريالية والاشتراكية الداعمة لقوى التحرر في العالم الثالث.
 فاجأني غياب أو ضعف البعد الإنساني في ما يكتب، وكأن العالم مجموعةٌ من الأرقام.. وهذا الاختزال الغريب للعالم: أبيض/ أسود.
 الروس والنظام السوري وإيران هم الأبيض الناصع.. وما سواهم أسود حالك ورجعية عربية مقابل النظام التقدمي المقارع للمشروع الأميركي الصهيوني.
 ولم يلحظ في تحليله الرياضي بأن الهزيمة و"تحرير" حلب ما كان ليكون لولا الصفقة الروسية التركية التي أخذت تركيا بموجبه حرية التصرف في الشرق السوري مقابل حجب الدعم عن المعارضة السورية في الشمال. وبأن تركيا ما زالت شريكاً في صناعة المستقبل السوري بالشراكة مع الروس والإيرانيين.
 إذا كانت محاربة الرجعية العربية مبررةً أيديولوجياً، فهل يمكن أن نعثر على تقدمية في المشروع الإيراني؟
وهل يمكن لنا الانحياز إلى هذا المشروع التوسعي "التقدمي" المعلَن في مواجهة "رجعيتنا"؟
 سيكون مفهوماً ومطلوباً انحيازُنا إلى حراك مجتمعي داخلي في مواجهة رجعياتنا وأنظمتنا مطالَبَةً بالإصلاح والحرّيات ومنع احتكار السلطة والثروة.
لكن هل يكون مفهوماً أن نصدق بأن الروس والإيرانيين  وغيرهم جاؤوا فقط للدفاع عن الشعوب في مواجهة رجعية الأنظمة والمشاريع الغربية الصهيونية؟؟

عن الفيس بوك.
(محمد الحجيري. 22/12/2016) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق