#استعادات
بين المسيحية والمانوية والإسلام: وجهة نظر
يمكن تسجيل العديد من الملاحظات لمن يتتبع تاريخ المعتقدات الدينية في المنطقة العربية، منها:
هذا التشابه الكبير بين ما قاله ماني وما جاء به الإسلام: الصوم والصلاة والوضوء قبل الصلاة أو التيمم كما تقول بعض المراجع، والزكاة وغيرها.
قول ماني بأن المسيح قد بشّر به. وبأنه (أي ماني) هو آخر الأنبياء.
لكن السؤال الذي يُطرح بقوّة هنا: لماذا تعرّضت المانوية إلى الاضطهاد الكبير من طرف المسلمين، لدرجة أنه لم يبق من أثر للمانوية في موطنها الأصلي، أي بلاد ما بين النهرين، التي كانت مركز الدولة العباسية، رغم تسامح المسلمين مع الكثير من الديانات الأخرى: كالصابئة والمسيحية واليهودية وغيرها الكثير. والدليل على ذلك أن العراق ما زال حتى يومنا هذا يمور بالمعتقدات التي قلما نجدها مجتمعة في بلدٍ آخر؟
أحد الاحتمالات أن يكون هذا التشابه الكبير مع الإسلام هو ذاته السبب.
وبخاصةٍ قول ماني بأن المسيح قد بشّر به، وبأنه آخر الأنبياء.
لكن، هل قالت المسيحية حقاً بنبيٍّ بعد المسيح، وهو ما لا نجده في الأناجيل الرسمية؟
أظن أنه نعم (أي توجد فرقة أو أكثر كانت تقول بذلك). بخاصةٍ إذا تذكرنا الفرق والانقسامات التي أصابت المسيحية، واضطهاد تلك الفرق بعضُها للبعض الآخر، مثل الديصانية والآريوسية التي تشبه الإسلام كثيراً في نظرتها للمسيح، ومثل النساطرة واليعاقبة وربما غيرها الكثير (وأظن أن هذا هو سبب اختلاف الخطاب القرآني للمسيحية، فهو تارةً يبجلها وطوراً نجده شديد القساوة في خطابه لها. فلربما كان ذلك لأنه يخاطب أكثر من فئة من المسيحية). والحال هذه فمن المرجح أن تكون بعض الفِرَق المسيحية قد تحدثت عن نبيّ بعد المسيح، وهذا ما قاله ماني، ثم هذا ما تذكره الروايات التاريخية عن تنبّؤ الراهب "بَحيرا" عن مستقبل خطير للنبي محمد، وهذا ما تذكره الروايات التاريخية أيضاً عن ورقة بين نوفل، الذي كان مثقفاً كبيراً في زمانه، ويرجَّح أن يكون من مسيحيي مكة، الذي يقول لمحمد بأنه نبي هذه الأمة..
بين المسيحية والمانوية والإسلام: وجهة نظر
يمكن تسجيل العديد من الملاحظات لمن يتتبع تاريخ المعتقدات الدينية في المنطقة العربية، منها:
هذا التشابه الكبير بين ما قاله ماني وما جاء به الإسلام: الصوم والصلاة والوضوء قبل الصلاة أو التيمم كما تقول بعض المراجع، والزكاة وغيرها.
قول ماني بأن المسيح قد بشّر به. وبأنه (أي ماني) هو آخر الأنبياء.
لكن السؤال الذي يُطرح بقوّة هنا: لماذا تعرّضت المانوية إلى الاضطهاد الكبير من طرف المسلمين، لدرجة أنه لم يبق من أثر للمانوية في موطنها الأصلي، أي بلاد ما بين النهرين، التي كانت مركز الدولة العباسية، رغم تسامح المسلمين مع الكثير من الديانات الأخرى: كالصابئة والمسيحية واليهودية وغيرها الكثير. والدليل على ذلك أن العراق ما زال حتى يومنا هذا يمور بالمعتقدات التي قلما نجدها مجتمعة في بلدٍ آخر؟
أحد الاحتمالات أن يكون هذا التشابه الكبير مع الإسلام هو ذاته السبب.
وبخاصةٍ قول ماني بأن المسيح قد بشّر به، وبأنه آخر الأنبياء.
لكن، هل قالت المسيحية حقاً بنبيٍّ بعد المسيح، وهو ما لا نجده في الأناجيل الرسمية؟
أظن أنه نعم (أي توجد فرقة أو أكثر كانت تقول بذلك). بخاصةٍ إذا تذكرنا الفرق والانقسامات التي أصابت المسيحية، واضطهاد تلك الفرق بعضُها للبعض الآخر، مثل الديصانية والآريوسية التي تشبه الإسلام كثيراً في نظرتها للمسيح، ومثل النساطرة واليعاقبة وربما غيرها الكثير (وأظن أن هذا هو سبب اختلاف الخطاب القرآني للمسيحية، فهو تارةً يبجلها وطوراً نجده شديد القساوة في خطابه لها. فلربما كان ذلك لأنه يخاطب أكثر من فئة من المسيحية). والحال هذه فمن المرجح أن تكون بعض الفِرَق المسيحية قد تحدثت عن نبيّ بعد المسيح، وهذا ما قاله ماني، ثم هذا ما تذكره الروايات التاريخية عن تنبّؤ الراهب "بَحيرا" عن مستقبل خطير للنبي محمد، وهذا ما تذكره الروايات التاريخية أيضاً عن ورقة بين نوفل، الذي كان مثقفاً كبيراً في زمانه، ويرجَّح أن يكون من مسيحيي مكة، الذي يقول لمحمد بأنه نبي هذه الأمة..
هذه الفرضيات كنت أفكر فيها منذ سنوات،
وقد ألمحت إليها في مقالةٍ منذ أكثر من سنة، وكلما تعرفت أكثر على الأفكار الدينية
التي كانت سائدة في بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية كلما تعززت قناعتي بها..
طبعاً هذا ما يمكن البوح به، فالفرضيات كثيرة، لكن هي بحاجة إلى التقصي والإثبات.
طبعاً هذا ما يمكن البوح به، فالفرضيات كثيرة، لكن هي بحاجة إلى التقصي والإثبات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق