الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

غيرةٌ وارتياب.. (م.ح)


#مد15
غيرةٌ وارتياب..
كونٌ بديع.. والإله يتأمله وحيداً.
رأى أن يخلق بشراً يشاركونه متعة التأمل ويشهدون على بديع ما صنع.. فخلق خَلْقاً: نصفُهم رسّامون ونصفُهم الآخر علماءُ فلك.
.. كَوْنٌ بديع.
ثم امتلأت الدفاترُ لوحاتٍ جميلةً ومعادلات..
شعر الإله بالغيرة أن يشاركَه أحدٌ سرِّ الكون والتمتّعَ بجماله..
فأماتَهم.
وبعد وقتٍ مات ندماً عليهم.
لكنه في لحظاته الأخيرة تساءل: تُرى أيبقى هذا الكونُ بعد أن نموت؟؟
(م.ح)
21 تشرين الثاني 2015

الاثنين، 21 نوفمبر 2016

"شهيد"؛ م.ح.



#مد15
"شهيد"..
للنقاش
تساءلت مرّةً عن استخدام كلمة شهيد لأول مرة بالعربية بمعنى المقتول دفاعاً عن الدين أو الوطن أو غير ذلك من القضايا.. ورغم أننا اليوم في ثقافتنا المعاصرة نعتبر بأن القول عن أحدهم بأنه قُتِل.. فيها نوعٌ من الاستخفاف بموته.. وأظن بأن هذا الاستخدام جاء في مرحلة لاحقة من تاريخ الإسلام، ولربما كان سابقاً مستخدماً بهذا المعنى في ثقافات أخرى دينية أو وطنيّة..
فقد كان يقال ببساطة: لقد قُتِل حمزة، أو قتل عمر .. لا أظن أن النصوص القديمة كانت تستخدم: لقد استشهد حمزة..
لقد جاء في ويكيبيديا:
"الشهيد في اللغة : الحاضر، والشاهد: العالم الذي يبين ما علمه، ومنه قول الله تعالى: 'وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ..... [البقرة : 143] كلمة شهيد مشتقة من الجذر الثلاثي شهد، ويقال أستشهد أي طلبت شهادته لتأكيد خبر قاطع أو معاينة
الشهيد في الاصطلاح الشرعي: من مات من المسلمين في سبيل الله دون غرض من الدنيا.
الشهيد في الإسلام: جاء لفظ الشهيد في القرآن الكريم لمرة واحدة بهذا المعنى في قوله تعالى:" وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً [النساء : 72]وهو قول منسوب للمبطلين ساقه الله تعالى في القرآن للبلاغ , وكان وعد الله تعالى لمن يقتل في سبيله ( يستشهد) مغفرة ورحمة كاملة لا ثواب بعدها إلا الجنة قال تعالى "وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [آل عمران : 157] واما ماورد باللفظ " شهيد" من غير ذلك فلا علاقة له بهذا المعنى."
ملاحظة: يلاحظ هنا بأن كلمة شهيد التي تعطى معنى الموت في المعركة، قد لا يعني ذلك.. الآية هنا تتحدث عن التمخلفين عن الذهاب إلى القتال، فيقولون بأن الله قد أنعم عليهم أنهم لم يكونوا شهداء.. فلو كان المقصود بالمعنى هو الشهداء الذين يذهبون إلى الجنة، فلماذا يقولون: لقد أنعم الله علينا؟
لمَ لا يكون المعنى من كلمة شهيد في "لم أكن معهم شهيداً" أنه لم يكن حاضراً معهم المعركة فأنعم الله عليه بالحياة؟
وإذا صح هذا الرأي، فيكون استخدام كلمة شهيد في القرآن لم يأتِ مطلقاً بمعنى الموت في المعركة، أو الموت قتلاً.
كما جاء في ويكيبيديا:
"وقد جاء عن الرسول قوله: (من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه في سبيل الله)"
السؤال هنا: لماذا إذاً لم يكن شائعاً القول: لقد استشهد حمزة أو غيره من المقاتلين مع المسلمين الأوائل؟
كان يقال ببساطة: لقد قتل عمر، أو لقد قتل حمزة..
فإذا كانت كلمة شهيد لم تأتِ في النص القرآني بمعنى الموت قتلاً.. تقول الآية القرآنية: ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً.." ولم تقل "استشهدوا في سبيل الله"
وإذا كان الاستخدام الشائع في فترة الإسلام الأولى هو: لقد قُتِل فلان..
ألا يرجح كل ذلك بأن كلمة شهادة بمعنى الموت قتلاً قد جاءت في مرحلة لاحقة؟
وإذا كان الأمر كذلك، فمتى؟ وما هو مصدر هذا الاستخدام؟

21 تشرين الثاني 2015

وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ﴿١٥٤ البقرة﴾
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴿١٤٣ البقرة﴾
وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ﴿٢٨٢ البقرة﴾
لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ ﴿99 آل عمران﴾
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ﴿140 آل عمران﴾

 معنى كلمة شَهِيدًا في القرآن

شَهيداً﴿٧٢ النساء﴾ حاضرا معكم
شهيد ﴿٢١ ق﴾ شهيد: ملاك شاهد بالقلب، و سائق أيضاً ملاك. و قيل: ملاك يشهد له و عليه و هم الكتبة الذين يكتبون أحواله و أفعاله.
شهيداً ﴿٧٥ القصص﴾ شهيداً:نبياً و كل نبي شاهد على قومه.
شهد الشهود والشهادة: الحضور مع المشاهدة؛ إما بالبصر، أو بالبصيرة،

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

مسارات البحث عن اليقين؛ (محمد الحجيري)


‫#‏مدفل‬ ‫#‏مد16‬
مسارات البحث عن اليقين..

لقد بدأت الفلسفة الحديثة، كما يذهب المؤرخون، مع ديكارت.
لقد شك ديكارت في كل معارفه (معارفنا). فلنضعها جانباً، ولنبدأ بالبحث عن يقينٍ أول، ثم نبني عليه بطريقة منطقية يقينياتٍ أخرى، ثم لن نقبل ما دون ذلك إلا قبولاً مؤقتاً.. وصولاً إلى بناءٍ يقيني يشبه ما قامت به العلوم الرياضية....

جاء بعده كانط في القرن الثامن عشر، ليخيّب الآمال الديكارتية بمثل تلك المعرفة اليقينية، فهذا العقل الذي هو أداتنا التي اقترحها ديكارت للوصول إلى اليقين، ليست مطلقة الصلاحية، وبين ما نعرفه عن العالم، وبين العالم، هوّةٌ لا يمكن ردمُها..
نحن لا نملك إلا وعينا عن الأشياء، أي عالم الظواهر، أما الأشياء كما هي، (أو الشيء في ذاته)، فلا يمكن الولوج إليه، وهو عصيّ على المعرفة. بكل بساطة، لأنه يتخطى قدرة الأدوات المعرفيّة.
لم تعجب تلك النتيجة هوسّرل، صاحب المنهج الظاهراتي، وهو فيلسوف حاول إعادة الاعتبار إلى الديكارتية من خلال نقدها وتطويرها. فتجاوز الذات المكتفية بذاتها عند ديكارت (الكوجيتو: "أنا أفكر إذاً أنا موجود": أي حتى لو كان كل العالم غير موجود، فالفكر موجود، أو الأنا المفكرة موجودة، وهي يقين لا تمكن زحزحته).
يرى هوسّرل بأن هذه الأنا حين تفكر، يجب أن تفكر في شيء ما. محاولاً الخروج من "الأناوحديّة" عند ديكارت.
وبنفس الوقت، يحاول تجاوز عالم الظاهرات والأشياء  في ذاتها عند كانط. فليس هناك إلا عالم الظاهرات. ولا وجود لـ "شيءٍ في ذاته" غير القابل للاختراق، ثم وضع شروطاً منهجية للوصول إلى حقيقة العالم..
لم يرُقْ ذلك لنيتشه، صاحب المطرقة الفلسفية. فأخذ صاحبُنا مطرقته وأعمل بها تهشيماً في كل الأصنام الفلسفية..
ليس هناك، حسب نيتشه، من حقيقة. ليس ثمّة إلا وجهات نظر وتأويلات..
ويبدو أن وجهة نظر نيتشه قد انتصرت، على الأقل حتى الآن، فغالبية الفلسفات التي جاءت بعده تؤكد ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، من فوكو إلى دريدا إلى بول ريكور إلى كارل بوبر..
حتى هيغل، على ما أعتقد، لم يسلم من تلك النتيجة. فحين تكون الحقيقة والعقل في حالة سيرورة دائمة، فهذا يعني أن العقلانية الكاملة، والمعرفة الكاملة، لن تتحققان إلا مع "الروح المطلق" في "نهاية التاريخ".. وبالتالي فهي غير متحققة الآن.
حتى فكرة الألوهية، التي كانت تعتبر قبل هيغل مطلقة، أصبحت في حالة تحقق في التاريخ مع هيغل، وبالتالي فهي في سيرورة دائمة: ليس في الله شيءٌ ناجز..
ربما يجب القول بأنه لدى هيغل، فإن هذه "التأويلات" هي في حالة تقدم مستمر.. وهي وجهة نظر (أو هي تأويل) جديرة بالنظر..


محمد الحجيري
4 آب 2016

في أزمة العقل؛ (محمد الحجيري)


في أزمة العقل
وجهة نظر..


غالباً ما نصادف نقداً عنيفاً للعقل والعقلانيةأليست هي من أوصلنا إلى حروب مدمرة حصدت الملايين؟
أليست هي من تسبب في تشويه البيئة الطبيعية وفي التلوّث البيئي؟
وهي أيضاً من أوصلت إلى مكتشفات أدت إلى تفكك العلاقات الاجتماعية؟.. وغير ذلك الكثير من القضايا، التي يمكن الاستفاضة في الحديث عنها.السؤالهل هذه المظاهر هي فعلاً من مظاهر أزمة العقل؟
وهل العقل فعلاً يواجه أزمات، أم أنه الحل لكل المشاكل؟

إني أظن بأن العقل قد يواجه أزماتٍ فعلاً، لكن متى يحق لنا أن ننسب تلك الأزمة للعقل؟
العقل، على ما أظن، هو أداة للبحث وللمعرفةوهو يواجه أزمة حين يقع في الخطأأزمة العقل تكمن في طبيعة المعرفة، وفي الصعوبة في الوصول إلى اليقين، وهي حالات موجودةفرغم كل الفتوحات التي قام بها العقل، تبقى معارفه محدودة وقابلة للمراجعةوذلك ناتج عن طبيعة المعرفة ذاتها، وعن طبيعة الأدوات المستخدمة في البحث عن "الحقيقة"..والعقل يواجه أزمةً إذا حيل بينه وبين حرية البحث، وبينه وبين التصريح بما يتوصل أليهوهذا أيضاً موجود.

لكن، إذا أدت الرغبة في السيطرة إلى توظيف العقل والمعرفة للوصول إلى تلك السيطرة، حتى لو كان على حساب الآخرينأو إذا أدت الأنانية والعدوانية إلى استخدام العقل لزيادة القدرة على الأذى..فهل في هذه الحال يكون العقل هو المسؤول؟
هل هذه الرغبات هي جزءٌ من العقل؟

الأزمة هي أزمة في توظيف العقل بحسب ما أعتقد.من مهام العقل أن يعرف، ومن ضمن ما يحاول معرفته، التمييز بين الخير والشرهذا صحيح.لكن هل هذا يعني أن تمييز الخير من الشر، يؤدي تلقائياً إلى فعل الخير؟
وهذا ما كان يذهب إليه سقراط بقولهإن المعرفة خير، وإن الجهل شر.ربما يقصد سقراط بأن من يعرف الخير، ومن يعرف الشر، ويعرف ما يترتب على كل منهما من نتائج.. لا يمكن أن يقوم بفعل الشر.لكن هذه المعرفة شبه المطلقة لما يترتب على ارتكاب الشر من مآس، والتي تجعل فعل الشر مستحيلاً، قد لا يتوصل إليها إلا قلّة من الأفرادوالدليل هو حجم الأعمال الشريرة المرتكبة التي نشاهدها، برغم كل التطورات التي توصلت إليها معرفة الإنسان.

من المسؤول عن فعل الشر؟
أومن المسؤول عن توظيف العقل والمعرفة في زيادة قوة الشر؟
هل هو العقل أيضاً؟؟
من هو المسؤول عن توظيف العقل بطريقة شرّيرة؟
الأرجح أنها أنانياتُنا التي تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب الجميع.

كيف يمكن كبح جماح هذه الأنانيات، وعدم السماح بتحويل هذا الكوكب إلى ساحة لصراع الذئاب، كما كان يحلو لهوبز أن يقول؟
هل هي "العقلانية التداوليةوالحوار بين الجميع، وانفتاح الجميع على الجميعوفهم الجميع مشاكل الجميع؟ هي هذا التفهم للآخر الذي لن ينتج إلا عن طريق الحوار.

لكن هل هذه مسؤولية العقل؟
أظن أنها مسألة تغليب الميل الاجتماعي والغيري على الميول الأنانية وسوء التفاهم.

لكن هذا التغليب هو مسؤولية من؟؟
ربما هي "غريزةأو ميل الإنسان وحاجته للشعور بالتوازن والأمان.

محمد الحجيري
آب 2016.